ما لا تعرفه عن حياة المطربة حبيبة مسيكة

ولدت حبيبة مسيكة  ( مارغريت ) 1893 من ابوين فقيرين  في حي يهودي بمدينة تستور بشمال البلاد التونسية حيث عرفت هذه المدينة بجذورها الادلسية … … تلقت حبيبة مسيكة  ( مارغريت  ) نزرا قليلا من التعلم في احدى المدارس اليهودية ب( الحفصية )  وتعلمت الرقص والمسرح وحفظت المالوف لتصبح مطربة وممثلة ذات اشعاع داخلي وخارحي…. كانت حبيبة مسيكة ذات جمال باهر . فكان الرجال يعشقونها لأنها تمثل مقاييس الجمال والانوثة في ذلك العصر . يقول فيها الشاعر محمود بورقيبة (  ومن أسرار تفوّقها ما كان يتجلى في ملامحها من اللطف الذي هو غريزي فيها وما كان يبدو في نفسها من مظاهر الاحسان وآيات البساطة الفاتنة  )

وكانت النساء في ذلك الوقت يهبنها ويغرن منها وكن يصفنها بصائدة الرجال ,  فكان حبيبة مسيكة تختار عشاقها من الاغنياء والوجهاء…..

واستغلت خالتها المطربة المتقاعدة ليلى سفاز  التي كانت تمسك محلا للطرب الرخيص  جمال قريبتها وشغفها بالغناء والرقص لترمي بها في حانات نهج سيدي مردوم تغني للزبائن السكارى وتلبي رغباتهم. كما كان لخالها عازف الكمان الشهير ( خيّلو ) سهم في تحفيزها على الغناء واشراكها في الحفلات التي كان يقيمها في بيوت الاعيان….ووسط الفراغ الفكري والثقافي في ذلك الوقت  و على قلة النساء الجميلات  المطربات والراقصات كانت حبيبة مسيكة تتحكم في قلوب الرجال…… وبالغت الجرائد في ذلك الوقت في الثناء عليها فكان تمثل عندهم ( لؤلؤة الجمال ) مما زاد في اشعاعها..وكانت اجمل مغنيات   وراقصات عصرها  أسخاهن تعرية   مما زاد في ولع الرجال بها …

 

ربطهتا علاقة غرام وعشق  وجنس  بميمون اليهودي دامت خمسة سنين ’ كان متزوجا وله ابناء وكان يدير تجارة كبيرة له فانفق على حبيبة مسيكة ماله وكله حتى افلس  فتخلت عنه وتركت يهيم على وجه الارض عاشقا متيما مفلسا ….

في ردة فعل جنوني تسلل العشيق ميمون اليهودي الى دار عشيقته  حبيبة مسيكة وأضرم فيها النيران لينهي حياتها حرقا ……توفيت مرغريت ( حبيبة مسيكة ) مساء يوم 21 فيفري 1930 بعد احتضار رهيب وشيعت جنازتها بعد يومين … ودفنت في مقبرة بو رجل اليهودية في تونس العاصمة …. 

(   فوجئ الأفق المسرحي بنكبة مريعة وفاجعة مؤلمة هي أفول أسطع نجم في سمائه وأبهر كوكب بعث في الفنون الجميلة روح الحياة والنمو…… فشاهد العالم بمضض نجاح رواية (   الفظاعة الحيوانية والوحشية الكاسرة) على مسرح الحياة الرهيب *****

. بهذه الصرخة الرومانسية المأساوية نعى شاعر الشباب محمود بورقيبة ممثلة  تونس الاولى وبطلة المسارح النابغة حبيبة مسيكة وأضاف الى ألقابها لقبا جديدا: «فنانة شمال افريقيا الوحيدة    )  . .