فنان عصامي
ولد الفنان وبلبل الأغنية التونسية علي الرياحي يوم 30 مارس 1912 بتونس العاصمة، هو حفيد الولي الصالح إبراهيم الرياحي، إلا ان ثقافته كانت فرنسية، حيث تلقى دراسته في معد كارنو الفرنسي بتونس، وكانت ميولات علي الرياحي أقرب الى الرسم، كان موهوبا اذ تنبأ له الفنان الرسام التونسي علي بن سالم بمستقبل باهر، لكن عائلته التي كانت اغلبها من العازفين أخذته الى عالم الموسيقى والغناء.
لم يدرس علي الرياحي ولم يتعلم ابجدياتها، الا انه تأثر مبكرا بعمالقة الفن أمثال سيد درويش وصالح عبد الحي وأم كلثوم بدعوة من جاره محمد الفاضل بن عاشور، الذي حثه على سماع المقامات الشرقية.
نهل علي الرياحي من مقامات النهوند والسيكاه و غيرها الشيء الكثير عبر سماع الأسطوانات، وردد كلمات اغانيها والحانها فظهر الطابع المشرقي في أولى اغانيه، "في ضوء القميرة".
لم تكن بدايات علي الرياحي سهلة بعد أن منع من دخول الإذاعة التونسية لتوجهه الشرقي.
عاد الفنان الشاب للتدرب على الفن التونسي وايقاعاته بفضل آلة الرق وسرعان ما برع في الطابع التونسي بداية بالمألوف (نوع موسيقى تونسي) ونجح في تلحين بعض الأغاني التراثية بنفسه.
سنحت الفرصة لعلي الرياحي أن تعرف على محمد التريكي أحد كبار الفنانين في تونس، والذي ضمه الى فرقته الموسيقية، وقدمه الى الجمهور التونسي يوم 17 ديسمبر 1936، فانطلقت من وقتها رحلة الابداع للفنان علي الرياحي.
500 اغنية
الحديث عن تفاصيل نجاح علي الرياحي ترويها انتاجاته الغزيرة واستئثاره بموهبة كتابة أغاني وتلحينها بنفسه، لم يوفق في عرضه الأول، فنصحه البعض بترك الغناء لكنه لم يستسلم الى الرسائل المحبطة وأصر على العودة الى نفس قاعة العرض وهي دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة لإثبات نفسه أمام الفنانين الكبار والجمهور.
كان طموح علي الرياحي يتجاوز السهرات الضيقة والغناء في المقاهي أو الغناء خلف فنانين آخرين وكان يريد أن يصنع اسما وطابعا خاصا به.
جادت قريحة علي الرياحي بأغان تونسية أصيلة مزجها بلمسة شرقية فكانت روائع مبهرة للجمهور منحته مكانة خاصة في الوسط الفني.
أغاني علي الرياحي تحكي قصصا وحكايات جميلة ما يزال يرددها الفنانون الى اليوم.
أحب علي الرياحي "زينة بنت الهنشير" وتغنى بها طويلا وأنشد لها قائلا: (عايش من غير امل في حبك) (يا شاغلة بالي واحتار ماذا يهدي لها يوم العيد).
غنى علي الرياحي عن بيت الشعر وعن زهر البنفسج وقال: ينجيك وينجيني من عين الحساد.
شارك علي الرياحي بعض الفنانين والموسيقيين الكبار في اللحن والتوزيع والكلمات على غرار محمود بورقيبة ونورالدين صمود.
كان لعلي الرياحي طابعا مميزا في الأداء والحضور الركحي على خشبة العرض، واثث سهرات ممتعة للجمهور التونسي بصوته الجميل الغني بطبقات رهيبة، فكان لا يغني بل يشدو ويطرب.
التقى علي الرياحي في مسيرته بعمالقة الفن العربي أمثال فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب الذي أثني على قدراته وانبهر بأعماله وصوته وأداء هذا الفنان العصامي.
نهاية الحلم الجميل
لطالما حلم الفنان علي الرياحي بالموت على خشبة العرض بقدر حبه للغناء وولعه به ونضاله من صناعة مسيرة ثرية وناجحة.
أسس علي الرياحي مدرسة خاصة يه اعترف بها فنانو عصره واللاحقون به.
ذات يوم 27 مارس توجه علي الرياحي الى المسرح لإنشاد باقة من أغانيه واطراب الألاف من الجماهير التي عشقت فنه وتأنقت لسهرة فنية رائعة يقدمها لهم سيدي علي الرياحي.
لم يكن الجمهور يعلم ان تلك السهرة ستكون آخر لقاء له بشحرور الاغنية التونسية. انقطعت أنفاس علي الرياحي عندما كان يغني ' توكيت وما قلت أحييت" ....
أصيب سيدي علي الرياحي بنوبة قلبية فسقط على خشبة المسرح وأنكوى برحيله الجمهور الحاضر في العرض والخارج، لكن صوته ما يزال يتردد في آذان الجمهور وعلى ألسنة الفنانين عبد الأجيال.
منوعات من أغاني علي الرياحي من هنا
0 تعليق على موضوع : هو فنان عصامي لم يدرس الموسيقى له اكثر من 500 اغنية مات على خشبىة العرض - ما لا تعرفونه عن الفنان الراحل علي الرياحي
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات