تمر ذكرى ميلاد سيدة الغناء العربي أم كلثوم في نهاية كل عام، وبالتحديد في 30 ديسمبر، حيث تعد من أشهر وأفضل الأصوات الغنائية التي مرت على تاريخ الموسيقى العربية في القرن العشرين.
وولدت أم كلثوم في عام 1898، باسم فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، بقرية "طماي الزهايرة" مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، وشجعها والدها الشيخ إبراهيم مؤذن القرية على الغناء، وهي في السابعة من عمرها، وكان أول أجر لها، طبق أرز بلبن، وأجرها الثاني 10 قروش، وفيما بعد تقاضت أعلى الأجور في العالم العربي.
وأدركت كوكب الشرق أن موهبتها الفذة وشهرتها الممتدة بالوطن العربي، يمكن أن تقدم من خلالها ما يخدم القضية العربية، ومن الأمثلة المبينة الدور الذي لعبته لتهدئة الأجواء بين مصر وتونس، كما جاء بكتاب "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي" للكاتب كريم جمال.
يقول الكاتب: "طوال سنوات الخمسينيات، وحتى قرب نهاية عقد الستينيات، شهدت العلاقة بين تونس «الحبيب بورقيبة»، ومصر «جمال عبد الناصر» أجواء فاترة شابتها غيوم كثيرة، وتبلدت فيها العلاقة بين البلدين لتصل في مرحلة ما إلى حد التشنج".
وعن أسباب ذلك، فقد بدأت الأزمة عندما جاء الزعيم التونسي صالح بن يوسف لاجئًا إلى القاهرة، وداعيًا إلى مواصلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، رافضًا الاعتراف بالاستقلال الداخلي الذي حققته تونس عام 1955، وقد بذل الحبيب بورقيبة كل مساعيه الخارجية والدبلوماسية لدى الزعيم جمال عبد الناصر، لإقناعه بالتخلي عن مساندة صالح بن يوسف واعتباره مذنبًا قالت فيه العدالة التونسية كلمتها وحكمت عليه غيابيًا بالإعدام، غير أن تلك المساعي لم تؤتِ ثمارها، فتوترت العلاقة بين الزعيمين جمال عبد الناصر والحبيب بورقيبة.
وعن دور أم كلثوم، يذكر الكاتب، أنه في أواخر مايو 1968، وخلال جولتها العربية الرامية إلى مساندة المجهود الحربي في مصر بعد النكسة، حلّت سيدة الغناء العربي أم كلثوم في تونس بدعوة الرئيس التونسي وزوجته السيدة الماجدة وسيلة، لتكون تلك الزيارة نقطةَ تحول جديدة في مسار العلاقة بين البلدين، استطاعت فيها أم كلثوم أن تدفع بعودة العلاقة بين مصر وتونس، وأن تحسّن قليلًا تلك العلاقات الفاترة التي جمعت بين زعيمين.
1 تعليق على موضوع : ذكرى ميلاد كوكب الشرق.. كيف ساهمت أم كلثوم في تحسين العلاقات المصرية التونسية؟
Merci pour rappel !
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات