عبدالله غيث.. أسرار ومحطات تاريخية بحياة بطل ذئاب الجبل وحمزة الرسالة ...

 

قدم عبدالله غيث العديد من الأدوار الفنية المحفورة فى الأذهان سواء أفلام أو مسلسلات أو مسرحيات، ولم يهتم عبدالله غيث بمتابعة حالته الصحية والتردد على الأطباء والمستشفيات للاطمئنان على نفسه من وقت لآخر، حتى جاءت لحظات تصوير مشاهده فى مسلسل "ذئاب الجبل" ومسرحية "آه يا غجر" واكتشف وقتها إصابته بسرطان الرئة والكبد.

ولكنه تحامل على نفسه حتى انتهت مسرحية "آه ياغجر"، ولكن لم يتمكن من فعل ذلك فى باقى مشاهده بـ "ذئاب الجبل"، واشدت آلامه حتى توفى يوم 13 مارس 1993.

علوان البكرى

وأعلن المخرج مجدى أبو عميرة عن إسناد شخصية علوان البكرى للفنان صلاح قابيل، ولكنه توفى أثناء التصوير، وبعدها تم الاستعانة بالفنان عبدالله غيث وبعد وفاته أيضا حدثت العديد من التغييرات فى مشاهد مسلسل ذئاب الجبل واختلف تماما عما كان فى وجود عبد الله عيث، حيث اضطر إلى تغيير نهاية المسلسل، بدلا من عرض الدور على أى ممثل آخر.

فكانت النهاية الأصلية للمسلسل هى عودة البدرى للصعيد بعد إثبات براءته، الشخصية التى قام بتجسيدها أحمد عبد العزيز، ليستقبله أهل القرية ويبدأ الاحتفال بعودته بإطلاق الرصاص، حتى تصيب واحدة الشخصية التى يجسدها عبدالله غيث "علوان البكرى"، إشارة للانتقام من الظالم فى أحداث المسلسل.

وجرت الاستعانة بدوبلير لـ عبدالله غيث فى "ذئاب الجبل" ليؤدى بعض المشاهد بظهره، حيث تم تصوير قتل علوان من زاوية بعيدة بدوبلير.

أبرز المحطات فى حياة عبد الله غيث

عانى "غيث" فى مسيرة حياته التعليمية، حيث عرف بالتلميذ الشقى الذى كان يحب الهروب من المدرسة ليذهب إلى السينما والمسارح والحفلات الصباحية، وحصل على الإعدادية ثم الثانوية بصعوبة كبيرة، وظل بعدها يعمل بالزراعة، ثم انتقل إلى القاهرة

التحق بمعهد الفنون المسرحية بإشراف أخيه الأكبر حمدى غيث، الذى عمل أستاذا بالمعهد بعد رجوعه من بعثته بباريس.

أبرز اعمال عبد غيث السينمائية

فيلم  "الشيماء" حيث قلم بدور خالد بن الوليد، وقام أيضا ببطولة النسخة العربية من فيلم "الرسالة" الذى أخرجه المخرج العالمى مصطفى العقاد حيث جسد فيه شخصية حمزة بن عبد المطلب عم الرسول، صلى الله عليه وسلم ، كما قام بالأداء الصوتى لشخصية المجاهد الليبى عمر المختار فى الفيلم الذى أخرجه مخرج "الرسالة" مصطفى العقاد.

أبرز اعمال عبد الله غيث الدرامية

وقدم عبدالله غيث مجموعة كبيرة من المسلسلات الدينية أشهرها "ابن تيمية ومحمد رسول الله وعلى هامش السيرة وساعة ولد الهدى والوعد الحق وأبوذر الغفاري"، وفى مجال المسرح قدم العديد من الأعمال المسرحية المتميزة منها "الدخان والفتى مهران والزير سالم والوزير العاشق للشاعر فاروق جويدة، والحسين ثائرًا وزيارة السيدة العجوز"، كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية منها عابد المداح.

أبرز الجوائز التى حصل عليها

حصل عبدالله غيث، على العديد من الجوائز منها جائزة عن دوره فى فيلم "ثمن الحرية" عام 1964 وجائزة عن دوره فى مسرحية " الوزير العاشق"، كما حصل على جائزة أحسن ممثل من التليفزيون عام ١٩٦٣ وشهادة تقدير من الرئيس الراحل أنور السادات عام ١٩٧٦، وفى عام ١٩٨٣ حصل على درع دولة الإمارات العربية المتحدة.

هل تفوق عبدالله غيث على أنتونى كوين فى فيلم «الرسالة»؟

كان فيلم «الرسالة» حدثًا عربيًا وعالميًا كبيرًا، كان نادرًا أن تقدم أى جهة إنتاج على صنع فيلم واحد، بنسختين، إحداهما عربية بأبطال معظمهم عرب وبلغة عربية، والأخرى إنجليزية بأبطال أجانب وناطقة باللغة الإنجليزية. لكن منتجو فيلم «الرسالة» المختلف على الجهة الممولة لهم حتى كتابة هذه السطور، أقدموا على هذا الأمر الغريب.

مصطفى العقاد، هو المخرج السورى العالمى الذى ولدت فى رأسه الفكرة، ووافقه عليها الممولون. بنظرة بسيطة على تترات فيلم «الرسالة» ستجد فى لوحة كتاب هذا الفيلم أسماء تشيب لها الرؤوس، أولها اسم عبدالحميد جوة السحار، وثانيها توفيق الحكيم، وثالثها عبدالرحمن الشرقاوى، ورابعها محمد على ماهر، بالاشتراك مع السيناريست العالمى هارى كريج، كاتب فيلم «عمر المختار».

ربما فريق الكتابة لم يشكل أزمة لدى مصطفى العقاد، فتلك الأسماء تستطيع - بعد موافقة الأزهر والمجلس الأعلى الشيعى فى البداية - أن تكتب فيلمًا عالميًا، لكن الأمر الذى كان يمثل صداعًا فى رأس المخرج الكبير حينها هو الممثل الذى سيقوم بدور البطولة فى النسخة العربية ونظيرتها فى الإنجليزية. وكان البطل - باستقرار كتيبة الكتاب الكبار - هو حمزة بن عبدالمطلب، عم الرسول - صلى الله عليه وسلم -.