بديعة مصابنى مسيحية أقامت مائدة رحمن ومنحت الراقصات الصائمات أجازة فى رمضان وهربت ليلة القدر وحاربت قوات هتلر فى رمضان وتعرفوا على كوميديا زينب صدقي في رمضان.. «أنت يا راجل أنت أذن بقى» …وكيف أجبر تاجر الحبوب أمينة رزق على حمل جوالات الفول والتبن فى شهر رمضان …
كان شارع عماد الدين يعج بالفنون ويشهد نشاطاً كبيرا ً خلال شهر وكانت بوفيهات مسارح شارع عماد الدين تقدم ألواناً من الحلويات التى يشتهر بها الشهر الكريم، واشتهر كل مسرح وفرقة مسرحية بتقديم نوع معين من الحلوى تميز به خلال هذا الشهر، وتبارى أصحاب الفرق فى ابتكار طرق لجذب الجمهور خلال الشهر الكريم.
واعتادت الفنانة الكبيرة بديعة مصابنى أن تقيم سرادقاً خلف مسرحها بشارع عماد الدين تقدم فيه وجبات سحور وإفطار للصائمين طوال شهر رمضان رغم أنها مسيحية، كما كانت تعطى الصائمات من الفنانات العاملات بفرقتها أجازة مدفوعة طوال شهر رمضان ومن بينهن جميلة التركية وخيرية صدقى وسعاد عبده وجمالات حسن ، وجميعهن كن من راقصات شارع عماد الدين الشهيرات....وشهدت هذه الفترة أحداث الحرب العالمية الثانية والتى اقتربت فيها جيوش هتلر وروميل من مصر.
وقالت مجلة الكواكب أن بديعة مصابنى وقتها سخرت فرقتها المسرحية للدعاية ضد هتلر وجيوشه، وكانت تتقاضى أموالاً ضخمة مقابل تقديم روايات وتابلوهات تهاجم فيها هتلر وتصوره فى صورة مجرم حرب، ووقتها كانت جيوش روميل قائد قوات هتلر تتوغل فى الصحراء الغربية حتى وصلت إلى منطقة العلمين، وخشيت بديعة مصابنى من أن يتم القبض عليها إذا دخل الألمان مصر ونجحت قوات هتلر فى الوصول للقاهرة، وكان ذلك فى رمضان...وأمام هذه المخاوف قررت بديعة مصابنى الهرب إلى بيروت ، فسافرت فى 27 رمضان خوفاً من الألمان ، وعادت بعد عيد الفطر حين تأكدت من هزيمة الألمان وأيقنت أن خطر هتلر قد زال .
2 زينب صدقى -وفي عددها بتاريخ 16 ديسمبر 1934 رصدت مجلة آخر ساعة بعض المواقف الطريفة التي مر بها بعض فنانين المسرح، ومنهم بطبيعة الحال الفنانة الراحلة زينب صدقي.
والفنانة زينب صدقي، إحدى نجمات المسرح في ذلك الوقت وكانت تحتفل بشهر رمضان الكريم وتقيم مقرا خاصة لها طول الشهر الكريم وتستفسر عن كل كلمة وتناقش الشيخ محمد في المذاهب...وكانت تصوم رمضان كاملا وتتبعهم الستة أيام من شوال سنة على الرسول صلى الله عليه و سلم وكذلك تصلي الصلوات الخمسة ما بين سنة وفرض والفرض الواجب والمستحب أيضا.
كما كانت تسلى صيامها بزيارة المساجد وأضرحة أولياء الله، ثم تقيم مآدب ضخمة للإفطار يتحاكى عنها كل من حضرها...ومن طرائف زينب صدقي أثناء الشهر الكريم أنها كانت تسكن بقرب أحد مآذن المساجد وكانت تقف أمام النافذة التي تطل على مئذنة المسجد لتراقب أذان المغرب.
وفي إحدى المرات أعلنت أحشائها انها لم تستطع تحمل الصيام وبدأت بإطلاق كل الصيحات الاستغاثة أملًا أن تنقذها بينما المغرب لم يحن وقته ومر ما يقارب على ساعتين من الزمن لكن قبل الأذان انفجرت "زينب صدقي " من نافذتها مخاطبا المؤذن وقالت: "أنت يا راجل ما تأذن بقى"
3- امنه رزق -كان للفنانة الكبيرة أمينة رزق ذكرى لا تنساها فى رمضان عندما اضطرت فى بداية حياتها الفنية إلى حمل جوالات من التبن والفول هى وباقى الفرقة خلال هذا الشهر الكريم.
وتفاصيل هذا الموقف تحدثت عنه أمينة رزق فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1961 ، وقالت الفنانة الكبيرة :" فى إحدى السنوات جاء شهر رمضان فى الشتاء وتساقطت الأمطار بشكل كثيف، وكانت الحفلة التى سنقيمها فى المحلة الكبرى، والمسرح الذى سنعرض عليه كان يتشكل بحسب الموسم، مرة دار سينما ومرة مسرح ، وفى أغلب الأوقات يكون مخزن للتبن والحبوب لأن صاحب المسرح كان واحداً من تجار الحبوب فى المحلة الكبرى"
وتابعت أمينة رزق قائلة:" دخلنا الكواليس فإذا بنا أمام مفاجأة، حيث كانت الغرف كلها مزدحمة بجوالات التبن والفول ورائحة الممرات لا تطاق، واحتملنا ذلك على مضض، ورفع الستار، وأدينا الفصل الأول من المسرحية"
وأوضحت :" لم يكد الستار يرتفع عن الفصل الثانى حتى هطلت الأمطار وتسربت المياه من الشقوق إلى سقف الكواليس والمسرح، وما كاد الفصل ينتهى حتى صرخ فينا صاحب المسرح وطالبنا بأن نسرع فى مساعدته لنقل جوالات التبن والفول بعيداً عن مساقط المياه، وأقسم الرجل أن يغلق المسرح ويطرد المتفرجين إذا لم نساعده"
واستكملت الفنانة الكبيرة القصة قائلة :" أسرع الرجال من أعضاء الفرقة بنقل الجوالات، ولكن لم يكتف الرجل بذلك واستمر فى ثورته وطالب نساء الفرقة بالمساعدة فى نقل الجوالات قبل أن تغرق فى مياه المطر"
وأضافت أمينة رزق :" نزلنا على رغبة تاجر الحبوب، وكم كان مضحكاً ومرهقاً فى نفس الوقت أن ترانى وأنا أحمل على ظهرى جوالاً ممتلئاً عن أخره كالشيالة ، بينما بعد لحظات سأقف على خشبة المسرح لأجسد شخصية ملكة أو أميرة"
وأكدت الفنانة الكبيرة أنه رغم الإرهاق الذى شعرت به إلا أنها تعتز بهذه الذكرى لأنها كانت دائما تذكرها بأيام الكفاح الأولى ولأنها إحدى ذكرياتها فى شهر رمضان.
منقول طارق ابراهيم
0 تعليق على موضوع : بديعة مصابنى مسيحية أقامت مائدة رحمن ومنحت الراقصات الصائمات أجازة فى رمضان وهربت ليلة القدر وحاربت قوات هتلر فى رمضان وتعرفوا على كوميديا زينب صدقي في رمضان.. «أنت يا راجل أنت أذن بقى» …وكيف أجبر تاجر الحبوب أمينة رزق على حمل جوالات الفول والتبن فى شهر رمضان …
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات