ملحن ومطرب - في ذكراه محطات في حياة الفنان عبد العظيم عبد الحق

 

توفي في مثل هذا اليوم 3 أفريل من سنة : 1993 - عبد العظيم عبد الحق، ممثل سينمائي وملحن مصري لم ينل حظه من الشهرة رغم مسيرته الفنية الثرية بالأعمال الموسيقية والسينمائية..

- عبد العظيم عبدالحق : ولد في 1 جانفي 1905 - توفي في 3 أفريل 1993، (88 سنة).

- ولد بمحافظة المنيا.. عشق التمثيل والطرب منذ أن كان بالمدرسة الابتدائية، فتعلم الموسيقى حتى تمكن من العزف على مجموعة من آلات النفخ والآلات الإيقاعية.

- قابل سيد درويش وهو في سن الحادية عشر، وغنى أمامه بعض أغانيه المعروفة فأعجب بأدائه وشجعه على الاستمرار.

- واجه معارضة عائلية لاشتغاله بالفن، فقد كان ينحدر من أسرة صعيدية معروفة، ولأن أحد إخوته كان وزيرًا للأوقاف والآخر وزيرًا للمواصلات، عارضت عائلته أن يعمل في الفن بشدة، وأجبره والده على الالتحاق بكلية الحقوق بالقاهرة. لكنه بالتزامن مع الدراسة كان يتدرب على الغناء في فرقة الشيخ محمود صبح وفرقة الشيخ زكريا أحمد، حيث قضى مع كل منهما أربع سنوات.

- بعد تخرّجه في كلية الحقوق، تقلب عبدالعظيم عبد الحق في وظائف عديدة منها مدير الهوايات بوزارة الشؤون الاجتماعية، ومدير التفتيش المالي والإداري والمناقصات بوزارة العمل.

- وفي 1948 وهو في سن الأربعين، التحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية بناء على نصيحة د.أحمد الحفني، فزامل عبدالحليم شبانة (حافظ) وكمال الطويل وإسماعيل شبانة، وتخرج في 1952 حاملًا الدبلوم. كان قبل ذلك بعامين قد تزوج، ولكنه لم يرزق أطفالًا فكان يعتبر إنتاجه الفني بديلًا لأولاده.

- حاول توسيط رائدة الحركة النسوية هدى شعراوي لدى والده لرأب الصدع بينهما، إلا أن والده دبّر له وظيفة محاسب في مطار المنيا، حيث تصادق مع الطيار محمد صدقي الذي كان يصطحبه خلسة للقاهرة في طائرته ليذهب إلى قاعات ومحافل الفن.

- بدأ حياته الفنية عن طريق المذيع علي خليل، فدخل الإذاعة بتلحينه أغنية الصيادين : "هو.. هو.. الرزق بإيده هو" غناء كارم محمود، من كلمات مأمون الشناوي، ونجح اللحن.

- من ألحانه الكثيرة الناجحة أيضا "تحت الشّجر يا وهيبة"، التي علت بشهرته وشهرة عبد الرحمان الأبنودي إلى الآفاق.

- يتذكر الأبنودي أغنية "تحت الشجر يا وهيبة" التي واجهتها ظروف صعبة ولم تخرج للنور بسهولة؛ فيذكر : أن الأستاذ الشجاعي لم يُبدِ ارتياحـًا لكلماتها وأعادها لي مؤكدًا أن الموسيقار منير مراد وغيره من الملحنين رفضوها لكونهم لم يستوعبوا كلماتها، فاقترحتُ عليه أن يعطيها للملحن الصعيدي عبدالعظيم عبد الحق لأنه مثلي وسيَفهم معناها فاستجاب الشجاعي لطلبي، وبالفعل لحنها عبدالعظيم عبدالحق ببراعة".

- ويضيف الأبنودي: أعجب بها الشجاعي وسألني: من الذي في رأيك يمكن أن يغنيها؟ فأجبته على الفور قائلًا: هو شخص واحد فقط.. محمد رشدي.

- ويضيف الأبنودي: أذكر أن محمد رشدي استمع للحن عبد العظيم عبد الحق وأعجِب به بشدة. وهكذا بدأنا مشوارنا سويـًا، حيث حققت الأغنية نجاحـًا مدوّيـًا وأصبح إسمانا على كل لسان، ووجدتني فجأة مؤلف أشهر أغنية في مصر.

- لحَّن عبد العظيم عبد الحق بعد ذلك :

* "وحدة ما يغلبها غلاّب"، و"قلبي حبك" لإسماعيل شبانة (شقيق عبد الحليم حافظ).

* "الشّمعتين"، و"ليالي الأندلس" لحورية حسن.

* "يا مشمش" لعبد اللطيف التلباني.

* "يا شاغل فكري" لليلى حلمي، و"غاوي عتاب"، و"في قلبي غرام"، و"هدي" لمحمد عبدالمطلب.

* "يابو الضفاف السندسية" لعائشة حسن.

* "مصر العظيمة"، و"أمرك عجيب" لسعاد محمد.

* "يا أم القوام ميّاس" لسيد إسماعيل.

* "مشوارنا طويل ياهل بلدنا مش وقت كلام" لأحمد سامي.

* "بجد بجد حَنِبني السّد"، و"ثورتنا" للمجموعة.

* "سحب رمشه ورد الباب"، و"حل السواقي"، و"يا علي"، و"حلواني"، و"الفرحة تمت علينا"، و"هدي الخطاوي"، و"اتمد يا عمري اتمد" و"رمان يا رمان" لمحمد قنديل.

- لحَّن عبد العظيم عبد الحق كثيرًا من الأغانى الدينية، مثل :

* "بشاير" لسيد إسماعيل، و"رسول السلامة"، غناها سيد مكاوى في بداية مسيرته الفنية.

* "فجر الإسلام"، لفايدة كامل.

* "في حب الله" لكارم محمود.

* "كتاب الله" لعائشة حسن.

* و الأغنية الشهيرة "ألفين صلاة عالنبي" لمحمد قنديل.

- إلى جانب ذلك قدم العديد من الرّوائع الإذاعية؛ مثل:

* أوبريت "عين الغزلان".

* "المسامح كريم".

* "الأستاذ رمضان".

* "صفحات المجد".

- وقد سُجِّلت جميعها بمصاحبة التّخت الشّرقي، فقد كان صاحب بصمة شرقية بحتة تشعر بها بوضوح في جل ما قدمه من ألحان.

- قام في بداية مسيرته الفنية بوضع موسيقى للعديد من المسلسلات التلفزية. ويعتبر أول من أدخل المقدمة الغنائية، ومنها: "‏الرحيل"، و"هارب ‏من الأيام"، و"الضحية"، و"النصيب"، و"القاهرة والناس"، والشهد والدموع"، و"عروس اليمامة"، و"الساقية"، والحلقات الإذاعية "كلمات مضيئة".

- وضع كذلك ألحان العديد من الأفلام مثل: "تحت سماء المدينة"، و"مخلب القط"، و"جيش أبرهة".

- اتجه للتمثيل في السينما في سن متقدمة، بعد إصابته بالإحباط من الإذاعة لرفضها كلمات أغنية ألفها لنصر 6 أكتوبر 1973، حيث مثّل في أفلام :

* "لصوص خمسة نجوم".

* "الفاس في الراس".

* "الأراجوز".

* "الدرجة الثالثة".

* "بنت من ذهب".

* "حلوة يا دنيا الحب".

* "المومياء".

* "طريق الانتقام".

* "السيد البلطي".

* "مراتي مجنونة مجنونة"،

* "السمان والخريف"، "آخر فرصة"، * "الإرهاب والكباب".

* "عندما يأتي المساء".

* "لمن تشرق الشمس".

* "يوميات نائب في الأرياف".

* "العلمين".

* "مخلب القط".

- كما عمل في العديد من المسلسلات الإذاعية مثل خماسية "تضحيات" وسباعية "لعبة الحياة"، حلقات "الحب والمال والشيطان"، والمسلسلات التلفزية مثل: "الشهد والدموع"، و500 حلقة على مدار 11 سنة من مسلسل نقدي إجتماعي قديم كان عنوانه "عادات وتقاليد"، وكان يلعب فيه دور الزوج الصبور (حسان)، رب الأسرة المغلوب على أمره أمام عقيلة راتب، الزوجة الثرثارة الفضولية.

- لكنّ ذلك التنوع في الاهتمامات لم يمنع عبد العظيم من أن يضع موسيقى تصويريّةً لأفلامٍ سينمائيّةٍ تسجيليّةٍ. وقد حصل على جائزةٍ من إيطاليا تقديرًا لإحداها.

- عُرِف عبد العظيم عبد الحق بصدق عاطفته الموسيقيّة؛ ومع هبوط الذوق الموسيقي وانتشار الفن الهابط ابتعد عن التلحين نهائيـًا. وإذا كان الصّدق هو محور مشاعر الفنّان عامّةً، فقد آثر الإبتعاد عما سماه "موسيقى الغابات الغربية" الذي يسمى ظلمـًا بالفن، بكلماته المبتذله وأدائه الرقيع وهدفه الضائع، وهو نتاج احتكار فني من أناس لا صلة لهم بالفن.

- كان سبيل عبد العظيم في تعويض نجاحه في هوايته الأخرى، في التّمثيل. ولا شكّ أن نجاحه في تمثيليات التّلفزة وبعض الأفلام السّينمائية جعل بعض النّاس ينسى أنّه هو عبد العظيم عبدالحق المُلحّن الكبير، صاحب أرقى الغنائيّات النّاجحة.

- لكن ما يلفت الانتباه أننا تقريبا لا نرى هذا الرجل المبدع المظلوم قد حظي بتقدير ذي شأن يستحقه بعد مماته.

كما لم يتصدر اسمه بلقب موسيقار في الإذاعة المصرية، رغم أنه قدم لمصر ولفنَّي التمثيل والموسيقى أكثر من 500 لحن شرقي شجي، محفوظة كلها في سجل الإذاعة المصرية لكنها مازالت تصدح في قلوب محبّيه.

- حصل عبد العظيم على ميدالية العيد الذهبي للإذاعة عام 1984، ودرع العيد الفضي للتلفزيون عام 1985، كما شارك في التمثيل في فيلمين عالميين, ليرحل وحيدًا دون أن يتذكره أحد من صناع السينما ومؤسساتها في مصر يوم 3 أفريل 1993.