صالح عبد الحي (1896-1962)
إسمه صالح عبد الجواد خليل، ولد بالقاهرة في أسرة موسيقيّة، فقد كان عبد الحي حلمي خاله، لذا اعتمد عبد الحي كنية جديدة تيمناً بخاله. تدرّب مع فِرَق الصُّهبَجِيّة الذين كانوا يحيون الحفلات الساهرةّ. وعمل مع فِرَق القانونجيين الشهيرين محمّد عمر وعلي الرّشيدي ؛ وبدأ حياته الفنّيّة بغناء الرّصيد الّذي سجّله خاله ؛ وبلغ المجد في أواسط العشرينات، إذ جعله صوته القويّ المؤثّر آخر ممثّلي جماليّات النّهضة من حيث فنّ الارتجال ؛ وكان من أنصار التّخت المتحمّسين ؛ وكان أوّل مطرب تبثّ الإذاعة الوطنيّة تسجيلاته في أيار/مايو 1934 ؛ إلاّ أنّه لم يجدّد رصيده الغنائيّ.
وكان صالح عبد الحي مثل خاله مزاجيّ الطّبع بوهيميّا كثير الإنفاق محبّا للخمر والملذّات ؛ وكان يتفنّن في معالجة النّصّ تقطيعا وتعديلا وغنائه بأسلوب عُصابيّ ؛ وقد عنّ له خلال أدائه لإحدى القصائد أن يكسر الجوّ الّذي أشاعه من خلال تلاعبه بكلمات القصيدة مُشفٍعا كلمة “المُدام” بعبارة “يا مَدامْ” كأنّه يخاطب سيّدة أوروبيّة من أصحاب الخمّارات الكثيرة الّتي كانت تَعمُر وسط القاهرة والّتي عُرف فيها بسكره الفاحش ؛ وفي حادثة أخرى ختم صالح عبد الحي إحدى قصائده مضيفا في خبث عبارة “يا سارق” مخاطبا بذلك شركة غراموفون متّهما إبّاها بأنّها لم توفّه حقّه من المال ؛ ولم يَشِ به أيّ عازف من العازفين، فطُبِعَ التّسجيل على حاله وضَحكت مصر بأسرها من الشّركة الإنجليزيّة.
ولصالح عبد الحي فضل كبير في الكشف لنا عن حقيقة اجواء الوصلات الحية التي كان يحييها كبار العصر الذهبي امثال عبده الحامولي ويوسف المنيلاوي امام جمهورهم، وذلك من خلال تسجيلاته الإذاعية المطولة لتراث المدرسة الخديوية، إذ لم يبق لنا من ذاك التراث سوى أسطوانات لا تتعدى مدة الوجه منها الأربع دقائق وهي حكما لا تعكس أجواء الحفلات الساهرة التي كانت تدوم حتى بزوغ الفجر.
0 تعليق على موضوع : صالح عبد الحي (1896-1962)
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات