-->
تسجيلات زمان تسجيلات زمان

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

لكل غنوة حكاية وهذه حكاية رائعة كوكب الشرق "رق الحبيب " كلمات الشاعر أحمد رامي وألحان الموسيقار محمد القصبجي

رائعة كوكب الشرق "رق الحبيب

كلمات الشاعر أحمد رامي وألحان الموسيقار محمد القصبجي

1- قصة الاغنيه

هناك أغان تعزف في أذهاننا على الدوام، لا يمكن أن تغفل لحنها إن كان عابرا، أو نسيان كلماتها مع بعض وجوه الحياة، لكونها تحيي مشاعر ماضية/ آتية، تستمر لبعض الوقت إن لم يكن معظمه، في شجن يستحيل حنينا دافئا، متوردا بالشوق، مثمرا بالحب.

من هذه الأغاني، تأتي أغاني الزمن الجميل، التي تحمل نوستاليجيا ممزوجة بمختلف المشاعر الإنسانية، ولعل على هرم أغاني الخالدين من الفنانين، مطربين ملحنين وشعراء، تأتي الرائعة (رق الحبيب- 1944) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، من كلمات صديق عمرها الشاعر أحمد رامي وألحان الموسيقار الكبير محمد القصبجي، ولعل الأخير ظُلم في حياته أكثر مما بعد وفاته، وهو الملحن المجدد وأحد أعمدة التلحين الحديث في تاريخ مصر والوطن العربي بعد جيل أبو العلا محمد و سيد درويش، مؤسسا بدوره لجيل من الموسيقيين والملحنين من بعده، كمحمد فوزي، بليغ حمدي، زكي ناصيف وغيرهم، مقدما للساحة الطربية أسماء غير أم كلثوم (اسمهان، ليلى مراد، فتحية أحمد) وغيرهن.

قصة هذه الأغنية تبدأ بعد أغنيتين سابقتين من كلمات رامي، الأولى قصيدة فصحى من ألحان أبو العلاء محمد بعنوان (الصب تفضحه عيونه- 1924)، والثانية طقطوقة لحنها له القصبجي (مادام تحب بتنكر ليه- 1940)، وكلاهما أداء السيده ام كلثوم.

والمتابع لخط الأغنيتين يكاد يجد رابطا بينهما، من ذات معجم رامي الشعري، وهو ما ينم عن حالة حب متجسد وواثق من نفسه، حيث يعاتب الحبيب محبوبه، وينبهه إلى عدم جدوى إنكار حقيقة الحب بينهما. وبحسب ما جاء في سيرة رامي التي يرويها معاصروه، أنه بعد القطيعة بينه وأم كلثوم، أرادت الأخيرة قطع هذه القطيعة بدعوته لكتابة عمل جديد للثلاثي (أم كلثوم، رامي، القصبجي)، فتأتي رق الحبيب فتبدأ بكلمات وديعة تعبر عن حالة من الشوق تحت غلاف الكبرياء، لا يمكن أن يخفي هذا العشق:

ويحكى أن لهذه الأغنية قصة وهي ان سوء فهم حدث بين ام كلثوم واحمد رامى ادى الى حدوث خصام بينهما وقطيعة مؤقته.

ونحن كما نعرف كيف كان احمد رامى عاشقا لام كلثوم

لما حدث سوء الفهم والخصام والقطيعة كان رامي يتعذب من الهجر وعدم قرب من يهوى.

وباختصار رن تليفون منزله ذات يوم فإذا بام كلثوم تطلب منه ان ياتى اليها فى المنزل ثانى يوم.

طار من الفرح وطار قلبه الى حبيبه ولم يكن مصدقا انه سيقابلها ثانى يوم وينتهى الخصام.

فاخذ يحكى لنا الحاله وفى ثانى يوم وهو فى الطريق اليها لم يكن مصدقا انه سيصل حتى انه عند مروره على كوبرى عباس فوق نهر النيل تخيل ان الكوبرى سوف يفتح ويقع هو فى النيل قبل ان يصل الى لقاء من يحب وألف الأغنية بالكامل قبل أن يصل إليها ........



رق الحبيب...

رق الحبيب وواعدنى وكان له مدة غايب عنى

صُعب عليا انام أحسن ماشوف فى المنام غير اللى يتمناه قلبى

سهرت أستناه وأسمع كلامى معاه وأشوف خياله أعد جنبى

أغنية رق الحبيب لأم كلثوم والتي لحنها لها العبقري محمد القصبجي وألفها المبدع احمد رامي حيث اكتمل في هذه الأغنية عناصر الإبداع التي جعلتنا نقف أمامها حائرين، فمن مغنية قوية ومبدعة ورائعة ومن ملحن قوي وذائع الصين كالقصبجي ومن شاعر يضرب به الامثال كأحمد رامي ، نتج عن هذا كله ان ظهرت إلى الوجود أغنية رق الحبيب ، و كلمات أغنية رق الحبيب كلمات رقراقة تغنيها أم كلثوم فتشعر عند سماعك لها بالشجن والحزن معا، فما بين رق الحبيب وواعدني يوم وما بين حرمت عيني علي النوم وما بين العتاب تارة وإظهار الحاجة إلى الحبيب تارة، قصة تروي وتحكي وتتكرر فقط عند سماعك لأغنية رق الحبيب للمبدعة أم كلثوم.

وإن في سماعنا لهذه الأغنية وغيرها من الأغاني التي جمعت بين العباقرة أم كلثوم والقصبجي ورامي ان في سماعنا لها لتجديد للذوق الجميل وتأكيد له وإن فيه لحياة أخرى غير هذه الحياة التي نعيشها.

و بذلك فقد اكتمل مشروع أغنية رق الحبيب، باحساس الثلاثي، ولو أنه آخر ما لحنّه القصبجي لأم كلثوم، ويحسب أنه الدرة التي توجت مسيرة الثلاثي، وأن الزمن استعصى عليه قبوله نتاج جديد قد لا يُشفي فضول أو غرور الحب الذي لن يستكين في قلقه وبحثه عن وجوده.

مؤلف أغنية رق الحبيب

العبقري أحمد رامي ولد في القاهرة عام 1892 وتوفي في القاهرة،5 يونيو 1981 شاعر مصري من أصل تركي فجده لأبيه الأميرلاي التركي حسين بك الكريتلي ولد عام 1892 في حي السيدة زينب بالقاهرة درس في مدرسة المعلمين وتخرج منهاعام 1914 سافر إلى باريس في بعثة من أجل تعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية وحصل على شهادة في المكتبات والوثائق من جامعة السوربون درس في فرنسا اللغة الفارسية في معهد اللغات الشرقية وساعده في ترجمة ” رباعيات عمر الخيام “.

عين أمين مكتبة دار الكتب المصرية كما حصل على التقنيات الحديثة في فرنسا في تنظيم دار الكتب، ثم عمل أمين مكتبة في عصبة الأمم عاد إلى مصر عام 1945. وعين مستشاراً للإذاعة المصرية، حيث عمل فيها لمدة ثلاث سنوات ثم عين نائباً لرئيس دار الكتب المصرية.

ملحن اغنية رق الحبيب

هو المبدع محمد القصبجي من جيل العظماء كان معاصرا لسيد درويش ، ولد في القاهرة تخرج من مدرسة المعلمين كان يهوى الفن منذ صغره. وكان يقوم بأداء الأدوار القديمة في الحفلات الساهرة وأصبح زميلا لمطربي هذا العهد أمثال (علي عبد الهادي – زكي مراد– أحمد فريد وعبداللطيف البنا– صالح عبد الحي. أهم اعمله الفنية و اشهرها كان مع أم كلثوم.

محمد القصبجي هو سيد المجددين في موسيقى القرن العشرين، جرأة رهيبة في الانطلاق لمناطق جديدة من التلحين (كان مثلًا أول من أدخل الهارموني للموسيقى العربية)، واستكشاف مقامات موسيقية مهجورة (مثال: مقام الماهور الذي لحن منه لأم كلثوم المونولوج الخالد «إن كنت أسامح» عام 1928، والذي يعد ي بدايتها الحقيقية كمطربة القرن العشرين الأولي .

للقصبجي أيضًا يعود فضل تثبيت قالب المونولوج الدرامي كقالب موسيقي راسخ صيغ منه عدد من روائع القرن العشرين، وأثر في كل من عملوا في هذا القالب بمن فيهم محمد عبد الوهاب نفسه (ففي مونولوج عبد الوهاب العظيم «أهون عليك» تجد قدرًا من التأثر بالقصبجي، وفي طقاطيق رياض السنباطي الأولى لأم كلثوم مثل «افرح يا قلبي»، أو مونولوجه «غلبت أصالح في روحي» او "جددت حبك ليه" تجد بصمات القصبجي، وقل الشيء نفسه عن دراويش مدرسة القصبجي، من محمد فوزي في مصر إلى زكي ناصيف في لبنان). وهو أيضًا عازف العود العبقري، وصاحب المدرسة الشهيرة التي ينتمي إليها عازفون أفذاذ مثل فريد غصن وفريد الأطرش.

المعروف عند المحبين. اقتران اسم محمد القصبجي باسم أم كلثوم لنحو أربعين عاما. وكان مخلصا لها .. متفانيا في خدمتها . ولعله الفنان الوحيد الذي شاركها في كثير من الميادين الفنية: نقابة الموسيقيين،لجنة الاستماع في الاذاعة، اللجنة الموسيقية العليا، لجنة الموسيقى في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، كما اشترك بعوده في جميع الألحان التي تغنت بها أم كلثوم فكان يؤدي ألحان زملائه زكريا أحمد، ورياض السنباطي، وكمال الطويل، وبليغ حمدي، ومحمد الموجي، ومحمد عبد الوهاب بنفس الاتقان الذي كان يؤدي به ألحانه.

كان كل هم محمد القصبجي فى حياته أن يكون الى جوار أم كلثوم يسعد نفسه بسماع صوتها الساحر المعبر. وكان التعامل الفني بين أم كلثوم ومحمد القصبجي قد توقف بعد تلحينه لحن " رق الحبيب " عام 1944. الا أنها كانت دائمة الاعتراف بفنه.. محاولة تشجيعه على التلحين. فكانت تعهد اليه بتلحين بعض أغانيها .. لكنها لم تكن تغني هذه الألحان .. ولم يسعد الجمهور بسماع صوتها بألحان القصبجي بعد اغنية " رق الحبيب " .

أم كلثوم و محمد القصبجي .. بين المزاج التقليدي وجموح التجديد #

بين عبقرية " القصبجي " الموسيقيةو جموح التجديد فيها وعبقرية " أم كلثوم " الغنائية كان يقف على أبواب مأساة تاريخية فى العلاقة بين الأثنين أنفجرت مع فيلم " عايدة " عام ١٩٤٢م الذى جمح فيه تأثر " القصبجي " بالكلاسيك الأوروبي إلى حدود كانت سبباً فى فشل الفيلم جماهيرياً وفى إعراض " أم كلثوم " النهائى عن تكليف " القصبجي " بوضع ألحان جديدة لها ..

وبما أن الموسيقار الكبير " محمد القصبجي " كان يلمح قبل ذلك تململ " أم كلثوم " من آفاقه التجديدية الجامحة فقد كان يلجأ إلى الهروب لأصوات أخرى خاصة صوتي " أسمهان " و " ليلى مراد " وقد سجل لنا التاريخ لقاءات رائعة بين عبقرية " القصبجي " التلحينية وعبقرية " أسمهان " الغنائية فى ألحان مثل :

( ياطيور .. وإمتى حتعرف إمتى .. و أسقنيها )

وغيرها ولحنا مثل : قلبى دليلي .. لليلى مراد وكلها ألحان كان " القصبجي " يعرف أنها لا تتطابق مع مزاج العملاقة: " أم كلثوم " الغنائى. (كريم وزيري).

وفي عام 1954 اختارت أم كلثوم أغنية وطنية من كلمات أحمد رامي مطلعها " يا دعاة الحق هذا يومنا " كي تسجلها في الاذاعة المصرية بمناسبة احتفالات الثورة. وطلبت إلى محمد القصبجي تلحينها. بدأ القصبجي يلحن كلمات الأغنية .. وكلما انتهى من تلحين جزء منها حمل عوده وأسرع الى فيلا أم كلثوم بالزمالك يسمعها ما لحن . . وكانت تبدي استحسانها للحن .. فيعود الى منزله منشرح الصدر .. يكمل الجزء الباقي من الأغنية. ىوعندما انتهى من التلحين ذهبت أم كلثوم الى منزل محمد القصبجي ومعها الشاعر أحمد رامي لسماع الأغنية. أمسك الفنان بعوده وراح يغني اللحن داعيا الله أن يلقى اعجاب أم كلثوم ورضاها. ولكن أمله خاب، إذ لم تقتنع أم كلثوم باللحن وطلبت إلى محمد القصبجي إعادة تلحين الأغنية بشكل مختلف. وأخذ الموسيقى بدوره اقناعها بأنه ليس في الامكان أبدع مما كان .. ولكن دون جدوى .. وعلى ذلك لم تغن أم كلثوم الأغنية .. وشاء القدر أن تكون هذه الأغنية من نصيب المطربة فايدة كامل .

ولم تكن تلك المرة الأولى التي حاول فيها محمد القصبجي التلحين لأم كلثوم بعد أغنية " رق الحبيب ". فقد كان مقررا أن يسمع جمهور أم كلثوم تحفة السنباطي " سهران لوحدى " بأنغام محمد القصبجي. وبدأ بالفعل محمد القصبجي فعلا في تلحينها ولكن أم كلثوم لم ترض عن لحن الأغنية وسحبت كلماتها وعهدت بها الى رياض السنباطي.

وكما كان منتظرا أن ننعم بسماع أغنية " للصبر حدود " شعر عبد الوهاب محمد بالتالى الحان محمد القصبجى ولكنها كانت من نصيب محمد الموجي. ورغم ذلك ومع هذا كله لا يفوته أن يعرض على مسامع أم كلثوم كل لحن جديد يضعه لأي مطرب أو مطربة .. وكانت تبدي ملاحظاتها بصراحة .. وكان هذا يرطب قلبه ويسعده. وهكذا عاش محمد القصبجى طيلة حياته الفنيه محبا لام كلثوم فنيا والى ان غادر عالمنا 24 مارس 1966 رحمه الله واسكنه فسيح جناته..

استمع لأغنية رق الحبي من حفل الأزبكية 3 ماي 1956

كاتب الموضوع

تسجلات زمان

2 تعليق على موضوع : لكل غنوة حكاية وهذه حكاية رائعة كوكب الشرق "رق الحبيب " كلمات الشاعر أحمد رامي وألحان الموسيقار محمد القصبجي

  • اضافة تعليق
  • زمن الروائع الخالدين ابدا

    هل لديك ماتقولعن ظروف اغنية غلبت اصالح في روحي.. اتمني ان تمتعنا بذكرياتك عن هذه الاغنية... غلبت اصالح في روحي... وشكرا جزيلا


    الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    تسجيلات زمان

    2017