امتلك الفنان المصري فريد شوقي شعبية جارفة خلال تاريخه السينمائي، ولذلك لم يأت إطلاق لقب "وحش الشاشة" و"ملك الترسو" من الفراغ، وذلك للنجاح الجماهيري الكبير الذي حققته أفلامه.
وقد أهلته شهرته وأعماله السابقة للانطلاق أيضا خارج الحدود وتحقيق نجاحات في دول مختلفة، من بينها لبنان وتركيا، وبالتحديد في فترة ركود السينما المصرية بعد هزيمة عام 1967، وإن كان الأمر جاء في البداية عن طريق المصادفة، لكنها مصادفة جعلت من فريد شوقي نجما في هذه الفترة على "أفيشات" السينما التركية.
من لبنان إلى تركيا
في لقاء قديم ضمن برنامج "أمس واليوم وغدا"، كشف فريد شوقي أن السبب وراء انطلاقته نحو السينما التركية هو الحالة التي وصلت لها السينما المصرية بعد النكسة، واستيلاء مؤسسة السينما التابعة للقطاع العام على التوزيع السينمائي ودور العرض، وهو ما تسبب في خسارة 8 ملايين جنيه من ميزانية الدولة، وفي هذه الفترة انتقل إلى لبنان فشارك في مجموعة من الأعمال قبل أن ينتقل إلى تركيا.
مجاملة جعلته نجما خارج الحدود
وجاءت انطلاقة فريد شوقي نحو الأفلام التركية بعد أن عرض عليه أحد المنتجين الأتراك المشاركة بدور في فيلم "مغامرات الفتى الذهبي في بيروت" عام 1967، من بطولة النجم التركي وقتها جوكسيل أرصوي، وقد رحب النجم المصري بالفكرة؛ مجاملةً للمنتج الذي تجمعه به صداقة قديمة.
انتعاشة فنية خارج الحدود
وفي عام 1968، قدّم فريد شوقي أكثر من فيلم، فكان العام الأكثر حظا له. ومن الأفلام التي قدمها فيلم "جميلة" إلى جانب النجم التركي مراد سويدان والنجمة هوليا كوجيغيت التي كانت من أشهر النجمات في تركيا في ذلك الوقت.
وتم استغلال نجاحهم والاستعانة بالثلاثي مرة أخرى في نفس العام من خلال فيلم "أحببت رجلا شرسا"، وفي نفس العام قدّم أيضا فريد شوقي فيلم "عثمان الجبار".
الأكشن والميلودراما.. خلطة النجاح
ومن خلال الميلودراما والأكشن "أفلام الحركة"، حقق فريد شوقي نجوميته في الأفلام التي خاضها في تركيا كبطل رئيسي، منها فيلم "السائح عمر في جزيرة العرب – مغامرات في إسطنبول"، ومن خلال الفيلم قدم شخصية عمر الذي يبحث مع صديقه فريد عن قاتل ارتكب جريمة قتل بين القاهرة وإسطنبول.
إعلان
الفيلم الذي أنتج في عام 1969، وعرض بعدها بـ4 سنوات، شارك في بطولته النجم التركي صدري أليشيك والنجمة التركية فيري جانسيل.
وأعقبه فيلم الأكشن "رجل لا يعرف الخوف" الذي كتب له السيناريو الكاتب عبد الحي أديب، ومن بطولة النجوم الأتراك رحا يرداكول، وقدرت كاراداج، وحقي كيفانش، وأيدين تيزيل، وأيميل ساين.
وحش الأناضول
وقدم شوقي مع الكاتب المصري عبد الحي أديب، فيلم "وحش الأناضول"، وهو عمل مشترك أيضا قاسمه بطولته الفنان المصري يوسف شعبان.
وفي فيلم "إيفاه" تعاون مجددا مع "أديب" والمخرج التركي متين أركسان، وكان الفيلم من بطولة مرات سويدان، وأيميل ساين، وإيفا بندر، وعلي سيحان...
كما شارك عبد الحي أديب في كتابة فيلم "المزار" مع الأديب التركي حسين أكدال، وهو من بطولة أمل صاين. ومن بطولاته أيضا فيلم "الخادم" الذي حقق نجاحا كبيرا له وشعبية جارفة في تركيا.
إنتاج مشترك
وخلال وجوده بين تركيا ولبنان، قدم فريد شوقي العديد من الأفلام التي شهدت إنتاجا مشتركا؛ مصريا لبنانيا تركيا أيضا، سواء في الإنتاج أو في فريق العمل.
منها الفيلم المصري اللبناني "شيطان البوسفور" الذي استعان من خلاله بالمخرج المصري نيازي مصطفى والمؤلف عبد الحي أديب.
وشهد فريق العمل تنوعا بين الممثلين اللبنانيين والأتراك، ومنهم طروب وحسن جيلان وريها يورداكول وعلي سيحان وبهجت ناجار ومرات سويدان وهوليا كوشيت .
وتدور قصة الفيلم في إطار من الأكشن حول عمليات تهريب المخدرات، حيث يسجن كمال ويقتل والده في إحدى عمليات التهريب، ويقرر شقيقه مراد الذهاب إلى إسطنبول والالتحاق بالشرطة للتحقيق في قضية التهريب.
وفي نفس العام، قدم في بيروت فيلما بعنوان "أهلا بالحب" مع المخرج محمد سلمان وبطولة صباح وعبد السلام النابلسي وجوليا ضو وسمير معلوف.
كما شارك في بطولة فيلم "النصابين الثلاثة" من إخراج المصري نيازي مصطفى وبطولة نبيلة عبيد إلى جانب ممثلين من لبنان وسوريا، هم نهاد قلعي وطروب وسهيل نعماني.
وعاد فريد شوقي في ذلك الفيلم إلى نوعية أفلام الأكشن الكوميدي، من خلال المليونير صبحي الذي يعيش حياة فخمة إلا أنه يتعرض للسرقة بعد أن تستولي إحدى العصابات على أمواله ويعمل في أحد المطاعم.
وقدم أيضا فيلما مع المخرج التركي خلقي سانر، وهو "غوار لاعب كرة/ مطلوب عريس"، وشارك فيه من لبنان طروب، ومن سوريا دريد لحام، ومن تركيا إرول بيوكبورش وفاهي يوز وسهيل إجريبوز .
وتدور أحداث الفيلم حول توأمين لم يلتقيا من قبل، أحدهما لاعب كرة شهير والثاني شخص عادي، والذي حين يقابله الناس يعاملونه باحترام شديد حتى يكتشف شخصية شقيقه ويحل محله في مباراة في غاية الأهمية.
ومع المخرج التركي محمد أصلان قدم فيلم "بعت حياتي" مع الممثلة التركية سونا كسكين وسيمرا سار وأكرم بورا، وهو من كتابة عبد الحي أديب، والفيلم عن رجل يعيش حياة أسرية هادئة قبل أن يقع في شباك امرأة تمثل عليه الحب من أجل الاستيلاء على مبلغ كبير من البنك الذي يعمل به فيقرر الانتقام.
البرتقالة الذهبية
على الرغم من أن مشوار فريد شوقي في السينما اللبنانية والتركية لم يتخطَ الخمس سنوات، حيث عاد إلى مصر بعد فيلم "خطايا الآباء"، آخر أفلامه التي قدمها في عام 1973، إلا أنه حقق شعبية كبيرة هناك.
كما حصل فريد شوقي على جائزة مهمة وهي البرتقالة الذهبية، كأفضل ممثل مساعد عن دوره عن فيلم "جميلة" وذلك في عام 1969 من مهرجان أنطاليا الدولي في تركيا وكان أول أجنبي يحصل على هذه الجائزة منافسا النجوم الأتراك.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية
0 تعليق على موضوع : عندما أصبح فريد شوقي منافسا لنجوم السينما التركية ........ وحش الأناضول
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات