من أشهر قصص الحب في القرن التاسع عشر : الست ألمظ وعبد الحامولي

اسمها الحقيقي “ سكينة “ وسميت فنيا “ “ المظ “ لشدة جمالها وهو تحريف لكلمة اماس تشبها بما له من بهاء  ورونق ولمعان  كانت قمحية اللون واسعة العينين كثيفة الحاجبين , ولدت عام 1819 وتوفيت 1876 م .

كانت الفنانة “ المظ “ أشهر مغنية مصرية في القرن التاسع عشر بسبب صوتها الرخيم وأداءها  المتميز في الإلقاء , عاشت في عهد الخديوي اسماعيل , واحترفت الغناء بإنضمامها لتخت المغنية “ ساكنة “ التي اكتشفتها عندما كانت المظ تغني لعمال البناء الذين تعمل معهم …

قيل أن صوت الشيخ يوسف المنيلاوي  على ما كان عليه من حسن وجمال لم يكم إلا شيئا ضئيلا إذا قيس بصوت “ ألمظ “ وقد حاربت  عبده الحامولي في ميدان الفن ونافسته في صناعة الغناء ولكنه تفوق عليها في غريب تصرفه في ضروب الغناء وقوة تأثيره في نفوس سامعيه

“ يا للي تحب الوصال وتحسبه امر ساهل … ده صعب المنال وبعيد عن كل جاهل … وان كنت ترغب وصالي حصل شوية معارف … لأن حرارة دلالي صعبة وانت عارف “ هكذا كانت تغني ألمظ لعبده الحامولي  في واحدة من اشهر قصص الحب في نهاية القرن التاسع عشر .

الفنان عبده الحامولي من موليد 18 ماي 1836 في قرية تابعة لمدينة منوف . في بداية مسيرته الفنية التقى عن طريق الصدفة ب “ شاكر أفندي الحلبي “ احد حفظة الادوار والموشحات , وقامت علاقة فنية وثيقة بين التلميذ وأستاذه وتلقى الحامولي على يديه أصول الغناء ثم كون تختا موسيقيا خاصا به يضم  الشيخ عبد الرحيم المسلوب ومحمد عثمان .

وعندما سمعه الخديوي أعجب بصوته وبه والحقه بحاشيته واصطحبه الى الاستانة وهناك اطلع على الموسيقى التركية , وتعاون الحامولي مع كبار الشعراء ورجال الدولة الذين يكتبون الشعر مثل البارودي واسماعيل صبري باشا والشيخ عبد الرحمان قراعة مفتي مصر في ذلك الوقت وتوفي عبده الحامولي في 12 ماي 1901 .

يقول المؤرخون الفنيون إن العلاقة بين عبده الحامولي والمظ بدأت بعداوة فنية كبيرة بين المطرب المفضل للخديوي والمطربة الاشهر في زمانها ومن هنا نشأ الصراع على اعتلاء  القمة بلا منافس الى أن رآها في احدى الحفلات التي جمعتهما فأعجب بها , وقررا انهاء التنافس وتحويله الى تمازج وتعون وتحويله الى قوة أكبر عن طريق الزواج وتقديم دويتوهات جمعتهما وكرست أسطورتهما وحبهما .

ويقول مكاوي سعيد في  “ كتابه القاهرة وما فيها من حكايات .. أمكنة وازمنة “ : إن عبده أحب المظ حبا إنطوت تحته نعمة من نعمات حب الوالدات وحنانها على الفطيم , وتقدم للزواج منها وكانت المظ الزوجة الثانية له , بعد زواجهما منعها من الغناء منعا باتا مشيرا إلى أنه في ليلة زفافهما حضر اكابر العازفين وشيخ الألاتية “ محمد خطاب “ , وابدع عبده الحامولي في الغناء إبداعا أخذا بمجامع القلوب حسب وصفه .

عندما توفيت ألمظ حزن عبد الحامولي حزنا شديدا وبعد خمسة أعوام توفي عبده الحامولي رحمهما الله جميع ..

وتنتهي ها هنا قصة من أشهر قصص الحب في القرن التاسع عشر