-->
تسجيلات زمان تسجيلات زمان

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حكاية كمين ٱخر ساعة مع أم كلثوم

 سبعة وأربعون سنة تمر الٱن على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم ولا يزال المهتمون ينقبون في حفريات أرشيف سيدة الغناء الغربي …

في الأسبوع الأخير من شهر ماي سنة 1965 نشرت الصحف اعلانا مثيرا عن العدد الأخير من مجلة آخر ساعة ومحتوى الإعلان يقول “ المفاجأة . التفاصيل الكاملة لانجح مؤامرة على أم كلثوم …. إن تفاصيل هذه القصة أقرب إلى روايات السينما مليئة بالمفاجآت ولحظات الخطر والمواقف الحرجة “

واستمر نشر الإعلان حتى ليلة صدور العدد المرتقب في 2 جوان 1965 وطوال ذلك الاسبوع انهالت الرسائل على آخر ساعة ولم تكف أجراس التيليفون والقراء يسألون : ماهية المفاجأة التي أعلنتم عنها في الاسبوع المقبل ؟

كانت المؤامرة تتمثل في فخ دبر لأم كلثوم فهزم ذكاءها لاول مرة فوقعت فيه دون أن تدري على أنه مهما باغت من طرافة القصة فإن أعجب ما فيها هو أنه قد مضى عليها عام كامل قبل نشرها على الجمهور وتسربت أنباءها هنا وهناك وعرف بها الكثيرون   ومع ذلك لم تعلم بها أم كلثوم شيئا إلا بعد نشرها في آخر ساعة على خمس صفحات بواسطة محررها فاروق عبد السلام …

كوكب الشرق أم كلثوم

بالفعل  صدر العدد المرتقب وعلى غلافه صورة أم كلثوم  وكامل الشناوي وسليمان نجيب تلك الصورة التي ترتدي فيها أم كلثوم بنطلونا وتتوسط التابعي وكامل الشناوي وكان هذا هو أول نشر لتلك الصورة التي أصبحت الآن  من أشهر صور سيدة الغناء العربي  وكتب تحت الصورة “ مفاجأة اخرى هذه الصورة التي التقطت بها بالبنطلون وستسأل كوكب الشرق نفسها كيف تحصلت آخر ساعة على الصورة ..

وبدأ فاروق عبد السلام التحقيق المثير قائلا : هذه المغامرة كانت لا مفر منها من أجل أن تحقق آخر ساعة أمل الملايين من عشاق كوكب الشرق أم كلثوم في أن يسمعوها تتكلم وتفتح قلبها وقد تكلمت أم كلثوم وحصلت آخر ساعة دون أن تدري على كل ما كانت ترفض أن تبوح به من آراء الفن والحياة والناس , وقد ترددت آخر ساعة كثيرا قبل نشر هذا الحديث . ولكن أجزاء منه قد  تسربت هنا وهناك وكان بعضها مشوها فلم يعد من مفر أن يعلن الحديث كاملا انصافا لأم كلثوم وتحقيقا لأمل قديم عزيز على القراء …

يصف المحرر الوصول لأم كلثوم بأنه اصعب من الدخول الى فيتنام أو أنجولا فالطريق الى أم كلثوم لم ينجح في اجتيازه صحفي واحد  منذ خمسة عشرة عاما وفي كل خطوة منه أقامت أم كلثوم حائطا كحائط برلين مع فارق واحد هو ان لحائط برلين بوابة تفتح أحيانا في المناسبات .

حاول المحرر أن يجد لأبواب أم كلثوم بوابة مشابهة تفتح في المناسبات أو حتى ثقب ابرة , حاول أربع مرات قبل أن ينجح , في المرة الأولى رفع سماعة التيليفون بسذاجة أنا صحفي , فأغلقت السماعة في وجهه دون تعليق … وفي المرة الثانية حاول أن يكون ذكيا وقال بغباء شديد : أنا مندوب هيئة الإذاعة البريطانية “ فاعتذرت عن المقابلة بلباقة . وفي المرة الثالثة قال أنا مندوب مجلة برافدا السوفيتية فاعتذرت أيضا وبنفس اللباقة ,,, أما المحاولة الرابعة فكانت اغبى المحاولات إذ قال لها بأنه مخرج في  التلفزيون ويريد أن يقدم برنامجا عن حياتها … وقبل أن يكمل الجملة أغلقت السماعة في وجهه . وبدأ واضحا أنه لا مفر من حيلة من نوع آخر , حيلة تلمس قلب أم كلثوم , وقضى أياما يبحث عن حيلة ويقرأ كل سطر عن أم كلثوم في أرشيف مجلة آخر ساعة , وإذا بالحيلة التي يبحث عنها تنبثق فجأة في ذهنه ويرفع سماعة التيليفون :

- سيدتي أنا مهندس مصري أدرس الآن في الاكادمية الإيطالية , وإجازتي هنا قصيرة ومطلوب مني عندما أعود إلى روما أن القي محاضرة عنك …

- ليه بأه ؟

- لأن من تقاليد الأكادمية أن يلقي كل طالب محاضرة عن فنان كبير في بلاده وقد قرأت كل ما كتب عنك ولكنه لا يكفيني واريد أن تتفوق محاضرتي عن محاضرات الآخرين ..

فسكتت أم كلثوم لحظة ثم قالت بصوت هادئ :

- لا مانع إذا اتصل بي مرة أخرى بعد شهر .

وكاد المحرر أن يقفز فرحا فقد نجحت حيلته واستطاع الطالب المصري الغريب الذي يريد أن يتفوق على الاجانب أن يستجدي عاطفة أم كلثوم .

   بعد شهر قالت له أم كلثوم اتصل بعد اسبوع وبعد اسبوع قالت له اتصل بعد ثلاثة ايام وبعد ثلاثة ايام قالت له ما فيش لزوم للمحاضرة دي …

ووجد نفسه يصرخ : حرام لقد أخرت سفري إلى ايطاليا كل هذه المدة من أجل مقابلتك , ماذا أقول لهم في الاكادمية ؟ ساكون نموذجا للفشل بين طلبة من جميع انحاء العالم , أيرضيك هذا ؟

كان يتحدث بحرارة وإخلاص لدرجة أنه كاد ان يصدق نفسه بانه مهندس وفي ورطة وبعد فترة صمت طويلة قالته :

- تعالى غدا في السادسة مساء


ذهب فاروق عبد السلام الى جليل البنداري صاحب الخبرة في التعامل مع اهل الفن , قال له البنداري :

- أم كلثوم ستكشفك ولا أحد يستطيع أن يلف عليها , إنها تحتفظ في بيتها بكلب وولف وستطلقه عليك بمجرد أن تكشفك , وقال له صديق ٱخر أن أم كلثوم عاشت حياتها مع كبار الصحفيين وحفظت تعبيراتهم وأسئلتهم وستكون وقعتك مطينة بستين نيلة , ونام ليلته يحلم بكلاب تطارده من كل حجم ونوع واسرع في الصباح ليشتري كمية من البمب وضعها في جيبه ليدافع بها عن نفسه ضد اي احتمال ….

وبدأت المغامرة في السادسة تماما كان يقف أمام فيلا أم كلثوم وقد حلق شعره على الطريقة الإيطالية وارتدى ملابس كملابس الفنانين الإيطاليين وقاده البواب إلى الدور الأول ثم سلمه إلى احد الخدم وذهب به إلى حجرة الصالون , وبعد قليل رأى أم كلثوم قادمة , من بعيد وكانت ترتدي بلوزة خضراء وجونلة سوداء وبيدها كالعادة منديل ابيض ..

يقول فاروق عبد السلام صافحتها , ثم بدأت  أدقق النظر في وجهها كانني أرى فيه وجه مصر , اتدادها وكرامتها وسحرها وعذوبتها وغموضها أيضا وبعد وقت وآخر تردد كلمت الترحيب كما يعمل الفلاحون وتذكرت أنني جالس مع العملة الصعبة في عالم الغناء أن كل المطربات والمطربين ملاليم إلى جانبها …

واعترف انني كنت مرتبكا لا أدري من أين ابدأ ولاحظت هي ارتباكي فأخذت تسألني عن ايطاليا وعن الاكاديمية ثم قالت فجأة :

- لن أنسى أنهم سرقوني هناك

- كيف ؟

- في عام 1942 نزلت في المطار وكانت معي أحذية جديدة وكمية من الادوية , سرقوها كلها دون أن اشعر , وابتسمت ببساطة ثم أضافت :

- في ذلك اليوم أخذني السفير في سيارته لاتجول في الشوارع ودهشت جدا عندما رأيت النساء يغسلن الملابس أمام البوت ويتشاجرن  ويتشاجرن بالصوت الحياني إنه شعب كثير الحركة والنرفزة والمشاجرات …

قلت لأم كلثوم :



- في العالم هناك اتجاه إلى تحويل بيوت الفنانين إالى متاحف ما يرأيك في أن يجعل هذا البيت متحفا تعرض فيه العباءة التي كنت تلبسينها وانت صغيرة ومناديلك التي شهدت كل حفلاتك والعود الذي كان يعزف عليه والدك وكل ما كتب عنك وما سجلتيه من اسطوانات ؟

فأجابت على الفور :

- لا اوافق

- لماذا ؟

قالت وهي تضحك :

- أهو ده اللي مش ممكن أبدا

ليه ؟

لأني لا أوافق على تخليد الناس الاحياء كيف تضمن أن الذي يستحق التكريم الآن سيبقى يستحقه إلى آخر العمر لقد كان لدى محافظ الدقهلية مشروعا بإطلاق اسمعي على القرية التي نشأت فيها ولكنني رفضت لأن هذا هو اللامعقول بعينه ..

- بمناسبة اللامعقول ما رأيك في هذا اللون من الفن ؟

- لا أوافق أصلا على أن ينقسم الفن إلى معقول ولا معقول الفن إذا لم يكن معولا فلا يسمى فن , الفن يخاطب الناس ويمتعهم فكيف يفعل ذلك إذا لم يكن معقولا ؟

- والفن التجريدي ؟

- عندما كنت في فرنسا دعاني أحد الفنانين دعاني لزيارة معرض الفن التجريدي , اخذت اتفرج على اللوحات وافحصها بدقة و ولكني لم افهم شيئا وكان الشعور الذي راودني هو أنني أريد ان ابصق …

- ولكنهم يستقبلون هذا الفن في الخارج بحماس شديد

- ليس معنى هذا أن نستقبله بنفس الحماس هنا , بل يجب أن نستقبله بحذر , إن كل شيئ في بلدنا واضح وشعبنا بسيط وضاحك وسماؤنا صافية وشمسنا مشرقة دائما فما معنى أن نستقبل هذا الفن المتشائم القاتم ؟

- وما هو الفن المتفائل في رأيك ظ

- هو كل فن تشعر معه بالمتعة وتحس فيه جمال الحياة , كل فن يتخلل اعماقك ويردده الناس جميعا معك , فالفن الحقيقي هو فن الشعب الذي يخاطبه بلغة يفهمها لا بلغة يجهلها .

- ما عناصر نجاح الاغنية العربية برايك ؟

- الكلمات والملحن والاداء يعني كل العناصر وأي خلل في أركان هذا المثلث يقضي على الأغنية .

- أنت ولا شك صاحبة الفضل الاول في إحياء الشعر الغربي القديم وتحويله إلى مادة محببة إلى الناس ولكن ما رأيك في الشعر الحديث ؟

- ما هو الشعر الحديث ؟ هل تسمي هذه الخواطر المبعثرة شعرا ؟ إذا كان الامر كذلك فأنا شاعرة كبيرة جدا لأنني أستطيع أستطيع أن أكتب خواطر أحسن من ههؤلاء الذين يسمون أنفسهم شعراء …

- معنى هذا أنك لن تغني شيئا من الشعر الحديث ؟

- مستحيل إنه ليس شعرا .

- والملحنون الجدد هل تغنين لهم لمساعدتهم على الظهور ؟ أم لأنك تريدين تريدين تطوير اغنياتك مع الموجة الجديدو ؟

فضحكت قائلة :

- الموجة تجري وراء الموجة عايزة تطولها . ثم أضافت :كل كلام سهل وكل لحن جميل ممتع لا اتردد في أن اغنيه ليس المهم أن يكون جديدا أو قديما المهم أن يكون ممتاز .

مأزق

 

حتى هذه اللحطة كان كل شيء على ما يرام والحديث لا يعكر صفوه  أحد , ولكنني لم أكن ادري بالمفاجاة التي تنتظرني فبعد قليل سمعت نباح الكلب الوولف في الحديقة ثم دخل رجل ما كدت أراه حتى مادت بي الأرض , كان المهندس محمد دسوقس ابن شقيقة أم كلثوم وكان يعرفني ويعرف أني صحفي وكنت قد قابلته قبل أيام في مبنى التلفزيون وأجريت معه حديثا صحفيا ..

وقامت أم كلثوم تقدمه لي :

- ابن أختي المهندس محمد الدسوقي

ثم تحولت لتقدمني إليه ولكنه قاطعها قائلا :

- أنا عارف الأستاذ صحفي من آخر ساعة

وتوقف قلبي عن النبض وام كلثوم تنظر الي بدهشة  

- صحفي ؟؟؟

أصابني شلل كامل وتوالت على رأسي صورة المصير الذي ينتظني … وفي المرآة أمامي رأت وجهي مصبوغا بكل ألوان الطيف وارتفع نباح الكلب الوولف في الحديقة فلم اعد املك السيطرة على مفاصلي ولم أجد قوة تمكنني حتى من وضع يدي على جبيني حيث البمب الذي سينقذني … ودون اية خطة محددة في ذهني وجدت نفسي أقول للمهندس الشاب :

- صحفي تقصدني انا ؟

قال :

- احنا تقابلنا قبل كده

قلت :

- أنا فاكر برضة أظن في التلفزيون عند المخرج احمد عزت أصله كان معايا وكنا أصدقاء …

كنت اتخبط و اخرجت علبة سجائري ومن فرط ارتباكي قدمت سيجارة لام كلثوم فقالت بجفاء ونظراتها الصارمة لا تنصرف عني :

- أنا لا أدخن

ومضيت أواصل تمثيل الدور وقلت للمهندس :

- ليتني كنت صحفيا على الأقل كنت أتخصص في الكتابة عن ام كلثوم ..

ثم فجأة أشرق في ذهني خاطر كنت قد قرأت في أرشف آخر ساعة أن المطرب بنيامينو جيلي زار مصر 1950 واستضافته أم كلثوم في بيتها ثلاث ايام والآن خطر لي ان أستعين بهذه المعلومة في الخلاص من موقفي الميئوس منه فالتفت الي أم كلثوم قائلا :

-  على فكرة هل تعرفين مطرب الاوبرا الإيطال بن يامينو جيليي   

أجابت والحذر مازال واضحا على ملامحها :

- ايوه اعرفه

قلت :

- إن له شقيقا في الأكادمية اسمه روزانا وقد زرته في منزله وقابلت بنيامينو جيلي ةحدثني كثيرا وقال انه كان ضيفك ..

وإذا بهذه الكلمات تمحو شيئا فشيئا ريبة أم كلثوم وهتفت تقول ؟

- نعم صحيح ولكنه راجل خاين لم يكتب لي خطابا واحدا منذ سنوات , كيف حاله ؟

- قلت بمب ولكنه الآن عجوز ولم يعد يغني وقد كلفني إذا عدت الى مصر أن اسلم عليك .

- الله يسلمه ولكن قله خلي عندك دم وابعث جوابات .

فأحسست من هذا الطلب أنها لم تعد تشك في حقيقة شخصيتي وكنت اعلم ان بنيامينو جيلي مات ولكنني أسرعت أقول :

- حاضر حا قول له

مضيت أستانف الحديث قبل أن تفضحني عيناي بينما ابن شقيقة أم كلثوم يهز رأسه في دهشة وهو يقول غريبة يخلق من الشبه أرعين .

قدم لنا الخادم ولكن سالت ام كلثوم :

- هل تشربين القهوة ؟

- المحافظة على الصوت لا تقتضي الإمتناع عن الشاي والقهوة فقط … إنما تستلزم أيضا تنظيما دقيقا للحياة اليومية وتحتم النوم المبكر والإستيقاظ المبكر … ووو

وسكتت لحظة ثم قالت :

- ولكن ما علاقة هذا بالمحاضرة؟

فأدركت إنها ما تزال تشك وقررت أن اتجنب الاسئلة الصحفية التقليدية بكافة أنواعها وقلت :

- أنا اسأل لمعلوماتي الخاصة فقط ولمعلوماتي أيضا أسالك : هل صحيح أنك ستظهرين على الشاشة كما ذكرت بعض الصحف أو على المسرح كما ذكرت صحف اخرة ؟

- كل هذا كذب فأنا لا أظهر لا في السينما ولا في المسرح لأن صحتي لا تساعدني  .

- من اجل المحاضرة أريد أن اعرف مالذي تشعرين به عندما يقاطعك الجمهور بالتصفيق ؟

- أنا دائما أشعر بالسعادة حين اواجه الجمهور وحين يقاطعني بالتصفيق أجد نفسي بين إحساسين السرور لأنني ارضيت المستمعين والرغبة دون مواصلة الغناء دون مقاطعة .

- وما سر المنديل الذي تمسكين به دائما في حفلاتك ؟

- إنه يخفف بعض الإنفعال الذي أشعر به وأنا اغني , ثم إن أصابعي تعرق أثناء الغناء فاجففها بالمنديل .

- ما رأيك في الاغاني الفرانكو أراب ؟

- هذه ليست أغاني قد تصلح للبارات ولكنها ليست اغاني

- هل تعتقدين أن موسيقانا ستتطور مع العصر ؟

- من قال أن موسيقانا ليست متطورة ؟

- إلى من يرجع الفضل في تطورها ؟

- إلى الكلمة .

- يعني ايه ؟

- الكلمة الجديدة تحمل في طياتها إيحاء بنظم جديد , والإبتكار في الكلمات هو الذي يدفع بالالحان ان تتجدد فالكلمات في رأيي هي فائدة الموسيقى ويكفي أن تقارن بين كلمات “ ارخ ي الستارة للي ريحنا وبين كلمات الاغاني الحالية . فالفرق كبير جدا والشعراء هم الذين بدأوا بالتجديد وكان على الملحنين أن يلحقوا بمعانيهم الجديدة ..

وعادت مرة أخرى تسأل ما علاقة هذا بالمحاضرة ؟

فارتبكت وابتلعت سؤالا كنت على وشك ان ألقيه عليها وهو سؤال عن احب الصحفيين إليها , وارتفع نباح الكلب من جديد وخيل لي أن أم كلثوم على وشك أن تطلب بطاقتي الشخصية فلم اشعر بنفسي إلا وانا واقف أستأذن في الإنصراف ..

ووقفتني سيدة الغناء وهي تقول : اوعى تنسي سلامي على لبنيامينو جيلي ’ وعلى الباب قالت لي : وارجوك كمان لا تنشر هذا الكلام في الصحف …

وأسرعت اهرب من فيلا ام كلثوم وفي رأسي زحام الخواطر وكلماتها الاخيرة ترن في أذني لا تنشر هذا الكلام في الصحف ..

لماذا قالت هذا ؟

تراها كشفتني وتغاضت عن حيلتي اشفاقا علي , أم هي قررت ان تعير آخرا موقفها من الصحافة ولم تعد تمانع في نشر ارائها ..

أم ترى حقا حيلتي جازت عليها ؟ أنا شخصيا لا أصدق فذكاء أم كلثوم ألمع من ان يخدعه غبائي ومضيت أركض في الطريق وانا اشعر بنفسي خفيفا كالهواء…

ملحوظة : كان البمب ما يزال في جيبي عندما عدت إلى آخر ساعة وقد فرقعناه في المكتب ابتهاجا بالمغامرة الموفقة

فاروق عبد السلام

انتهى التحقيق الذي كتبه فاروق عبد السلام ورسم صوره الفنان بيكار , ولكن القصة لم تنته إلى هذا الحد فعندما ظهر العدد إلى النور غضبت أم كلثوم وأرسلت لآخر ساعة تخبرهم أنها عرفت أنه صحفي وانه ما تردد انها تصد الصحفيين ولا تقابلهم مجرد اشاعات سخيفة , فلم تنتظر مجلة آخر ساعة اسبوعا لتكتب اعتذارا للسيدة أم كلثوم ولكن في اليوم التالي لصدور المجلة نشرت جريدة الاخبار هذا الخبر “ بين آخر ساعة وأم كلثوم :

لم تتفاجأ ام كلثوم بالحديث الذي نشرته أخر ساعة معها أمس . ظهر أنها على علم بمناورة المحرر , قد لجأ الى الخيال والإختلاق فيما نشره بعد فشله في حيلته ولكن أكثر ما ضايقها أنها تقيم سياجا بينها وبين الصحفيين فإن هذا الإدعاء يرسم لها صورة من التعالي لم تعرف عنها ولا اساس لها من الصحة , لأنها تحترم الصحافة العربية وتقدر دورها الكبير … وتأسف اخر ساعة لهذا الخطأ الغير المقصود فهي قد نشرت ما كتبه المحرر رغبة في تصحيح ما نشرته صحف عربية أخرى في نفس الموضوع ولم يكن من اهدافها مهما كانت الأعمال الصحفية معرضة للخطا أن تخطئ في حق أم كلثوم…


كاتب الموضوع

تسجلات زمان

0 تعليق على موضوع : حكاية كمين ٱخر ساعة مع أم كلثوم

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    تسجيلات زمان

    2017