يا ليلة العيد انستينا ... طقطوقة كل عيد تعيش في وجدان المسلمين منذ 83 سنة، كلما هل هلال العيدين الفطر والاضحى، تشعرنا بقدوم العيد وفرحته.
عاشت بداخلنا من أيام الزمن الجميل وستظل عبر الأجيال هي اللحن المميز للاحتفال بالأعياد في حياة الأمة العربية بأسرها لما تحمله من معادن وموسيقى معبرة.
في فيلم دنانير ثالث أفلام أم كلثوم الذي أخرجه أحمد بدر خان وكتبه الشاعر الكبير أحمد رامي وأنتجته شركة أفلام الشرق داخل أستوديو مصر في الفترة ما بين شهر مارس وانتهى في أوت 1940ن عندما جاءت ليلة عيد الفطر المبارك في أحداث الفيلم، اعدت في قصر الخليفة هارون الرشيد (عباس فارس) ببغداد حفلا ساهرا قام الوزير جعفر (سليمان نجيب) بتقديم دنانير (أم كلثوم) لتغني أمام الرشيد طقطوقة يا ليلة العيد التي كتبها شاعر الشباب احمد رامي ولحنها رياض السنباطي هذا مطلعا: يا ليلة العيد أنستينا وجددت فينا الأمل.
وقد سجلت في عام 1939 قبل الشروع في تصوير الفيلم وبعد ذلك ظلت أم كلثوم تتغنى بها في حفلاتها وبعد ثلاثة سنوات قدمت طقطوقة حبيبي يسعد أوقاته على أسطوانة من كلمات محمود بيرم التونسي وألحان رياض السنباطي عام 1943.
وفي مساء يوم الاحد 17 سبتمبر 1944 الموافق ل 29 من رمضان 1363 هج أحيت أم كلثوم حفلا ساهرا بحديقة النادي الأهلي بناحية الجزيرة (جزيرة الخديوي إسماعيل) بدأته بوصلة لأغنية ذكرياتي تلتها برق الحبيب وفي الوصلة الثانية غنت يا ليلة العيد للمناسبة المباركة.
وقدم المذيع حافظ بك عبد الوهاب عبد الحليم حافظ الذي اكتشفه فيما بعد مع بداية ثورة 1952 وكان معه علي بك خليل الإذاعي الكبير وما إن بدأت ام كلثوم تشدو بمطلع طقطوقة يا ليلة العيد أنستينا وجددت الأمل فينا حتى وبعد دقيقتين فقط دخل الملك فاروق ملك مصر والسودان وما إن اعلن ذلك المذيع حافظ عبد الوهاب للحاضرين والمستمعين معا عن تشريف جلالة الملك الحفل حتى ضج السرادق بالتصفيق والهتافات بحياة الملك .....وتوقفت أم كلثوم عن الغناء إلى أن جلس الملك وأذن لهم بالغناء وتسلطنت وابدعت وغنت كما لم تغن من قبل حتى ان الاغنية تبلغ مدتها 4 دقائق فقط لكونها أغنية فيلم دنانير الا أنها غنتها في 38 دقيقة و16 ثانية.
وقد امتعت الحاضرين وغيرت بداية الطقطوقة لهلالك هل بعنينا بدلا من هلالك هل لعنينا وبين مقاطع الاغنية علت الهتافات مدوية للاحتفاء بالملك فاروق، وعندما وصلت للمقطع الأخير غيرت في كلماتها قائلة يا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور يعيش فاروق ويتهني ونحيي له ليالي العيد وانتقلت ومعها تختها من المقطع الأخير من الطقطوقة الى طقطوقة حبيبي يسعد أوقاته التي غنتها عام 1943 وقالت حبيبي يسعد أوقاته ع الجمال سلطان وغنت:
حبيبي زي القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد
حبيبي زي القمر يبعث نوره من بعيد لبعيد
وكل ما يهل هلاله تتعاد الأعياد
والليلة عيد ع الدنيا سعيد
عز وتمجيد لك يا مليكي
وبعد انتهائها من الغناء استدعاها الملك فاروق ليصافحها فقبلت يده وأبلغها سعادة أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي بالإنعام الملكي عليها بنيشان الكمال، فهرع الصحفي فكري اباضة الى ميكروفون الإذاعة ليذيع نبأ منح أم كلثوم النيشان، فتقدمت ام كلثوم لتلقي كلمة تشكر فيها الملك فاروق على هذا الإنعام وتغني الوصلة الثالثة أغنية أنا في انتظارك.
وكان هذا ثالث نيشان تحصل عليه ام كلثوم بعد نيشان الاستحقاق اللبناني.
وفي صباح يوم الإثنين أول أيام عيد الفطر ذهبت أم كلثوم على رأس وفد من نقابة الموسيقيين إلى القصر الملكي في عابدين لقيد أسمائهم شكرا للملك على إنعامه السامي عليها... تلك هي طقطوقة يا ليلة العيد عبر 83 سنة ومازالت هي أغنية كل عيد التي تشعرنا بقدومه.
من هنا طقطوقة يا ليلة العيد انستينا
0 تعليق على موضوع : كوكب الشرق أم كلثوم : حكاية طقطوقة كل عيد - يا ليلة العيد أنستينا وجددت الامل فينا
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات